أثارت تصريحات الدكتور فوزي الشبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، حول التونة المستوردة من دول شرق آسيا، حالة من القلق داخل الشارع، بعد أن أكد أن شواطئ جميع دول شرق آسيا ملوثة بعنصر الزئبق، وهو من المعادن الثقيلة وجميعها سامة ومحظور وجودها بالمواد الغذائية، وتحذيره من تناول التونة القادمة من هناك، مما فتح الباب أمام مجموعة من التساؤلات أهما: ما هى الأمراض التى يتسبب فيها وجود الزئبق داخل الأسماك؟ وكيف ينتقل إلى الإنسان؟، ولماذا دول شرق آسيا بالتحديد التى يتواجد بها الزئبق؟
شواطئ ملوثة
الشوبكي أكد أن هناك بعض التقارير من الفاو ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية تُحذر من أن شواطئ جميع دول شرق آسيا ملوثة بعنصر الزئبق، وهو من المعادن الثقيلة وجميعها سامة ومحظور تواجدها بالمواد الغذائية.
وأضاف "الشوبكي" فى تصريحات له "الأسماك التى تعيش بجوار هذه الأراضي تتغذى على هذا الزئبق، ومن المؤسف أن هذه العناصر الثقيلة عند دخولها جسم الأسماك لاتخرج منه مرة أخرى".
منتجات بير السلم
وتابع "لا يمكن التأكد من أن جميع التونة الموجودة بمصر مستوردة من شرق آسيا، فهناك تونة تستورد من غرب أوروبا من الدينمارك والسويد وجميعها سليمة، لافتًا إلى أن هناك قطاعا لمنتجات بير لسلم الخارجة عن رقابة وزارتي الصحة والزراعة، وهي غير مضمونة، ويصعب تمييز السلع غير الصالحة للاستخدام إلا من خلال تغيير رائحته أو مذاقه أو نكهته".
ونوه بأن: "التونة حال كون أنسجتها متحللة فهذا يعني أن هناك بكتيريا وصلت إليها حللت أنسجتها، وحال كون التونة ينمو عليها بعض الفطريات، ويجعل لونها أخضر أو أسود أو بني، أو حال تغيير طعمها نتيجة المواد الدهنية الموجودة بها، وتأكد هذه المواد الدهنية وتحولها لمواد سامة قد تسبب بعض السرطانات على المدى الطويل".
الزئبق الضار
الدكتور عبدالعزيز نور أستاذ الثروة السمكية، قال إن: "أسماك التونة تنمو على حسب البيئة التى تنشأ بها فى البحار والمحيطات، وتتغذي على مكونات المياه فى هذه المنطقة، والأسماك المتواجدة بدول شرق آسيا، يكون بها نسبة كبيرة من الزئبق الضار جدا بصحة الإنسان نتيجة لوجود مخلفات صلبة بهذه المنطقة".
الزئبق يظل باقيا فى الأسماك
وأضاف عبذ العزيز فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"" "الزئبق الذى يدخل إلى الأسماك لا يخرج مرة أخرى، وينتقل إلى الإنسان عند تناولها مباشرة، وقد تتسبب له فى أمراض كثيرة وقد تصل إلى السرطان فى بعض الأحيان إذا كانت نسبة الزئبق مرتفعة جدا".
ولفت إلى أن، الأسماك فى دول شرق آسيا تنمو على المخلفات الصلبة والتى يوجد بها نسبة مرتفعة من الزئبق السام، الذى ينتقل بالتالى إلى الشخص الذى يتناول ع التونة، وتتسبب فى أضرار جسيمة له على المدى الطويل.
يؤثر على الجهاز الهضمي والعصبي
وفى تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أوضح أن الزئبق مادة سامة لصحة البشر، تشكل تهديدا خاصة لنمو الطفل في الرحم وفي وقت مبكر من الحياة، لأن الزئبق يتواجد فى البيئة بأشكال مختلفة، عنصري "أو معدني" ولا عضوي "مثل كلوريد الزئبق" وعضوي "مثل ميثيل وإيثيل الزئبق"، وجميعها لها آثار سامة مختلفة، وتؤثر على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة، وعلى الرئتين والكلى والجلد والعينين.
وأضاف تقرير المنظمة أن إطلاقات الزئبق في البيئة تنجم عن محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، ونظم التدفئة السكنية، ومحارق النفايات، وكنتيجة لتعدين الزئبق والذهب ومعادن أخرى، وبمجرد وجوده في البيئة، يتحول عنصر الزئبق بشكل طبيعي إلى ميثيل الزئبق الذي يتراكم بيولوجيا في الأسماك والمحار.
وتابع التقرير: يحدث التعرض البشري عن طريق استنشاق أبخرة عنصر الزئبق أثناء العمليات الصناعية، وعن طريق استهلاك الأسماك والمحار الملوثة التي تحتوي على الزئبق.
يكون فى الأسماك المعمرة
الدكتور بهيج رياض أستاذ الطب البيطرى جامعة الإسكندرية: قال إن "عنصر الزئبق يتكون داخل الأسماك المعمرة ويكون بنسبة كبيرة فى أسماك التونة المعمرة التى تعيش 20 عاما، وقد تصل فى بعض الأحيان إلى 25 عاما، وهذه تتواجد بكثرة فى دول شرق آسيا.
الكبد والكلى والرئتان الأكثر تأثرا
وأضاف رياض فى حديثه لـ"التحرير"، "الزئبق الموجود داخل الأسماك يسبب أمراضا تضر بالكلى والكبد والرئتين، نافيا أن يتسبب الزئبق فى مرض السرطان، كما قول البعض وبعيد كل البعد عن السرطان، وأكد سلامة الأسماك التى يتم صيدها داخل مصر لأن عمرها صغير لا يتجاوز الـ6 أشهر.
وتابع: "الجهاز المعني بالكشف عن سلامة التونة القادمة من الخارج هو جهاز الرقابة الصحية على الأغذية، وطالب بأن يتم تفعيل الرقابة على المعلبات القادمة من الخارج والتأكد من سلامتها سواء كانت قادمة على شرق آسيا أو أوروبا".
كما ذكر تقرير صادر عن منظمة الفاو، أن الزئبق عنصر طبيعي يمكن أن يضر بصحة الإنسان بطرق مختلفة، حيث يتراكم في الأسماك على شكل ميثيل الزئبق، وأكد أن هيئة الدستور الغذائي تتبنى إطلاق عمل جديد لتحديد المستويات القصوى من ميثيل الزئبق في بعض الأسماك: التونة، الأبراميس، المارلين، القرش، كلب البحر، سمك السيف.
وأشار التقرير إلى أن الزئبق يوجد في الأسماك التي تعيش لفترة طويلة، والأعلى في السلسلة الغذائية، مستويات أعلى من ميثيل الزئبق، ويمكن أن يكون للزئبق تأثيرات سامة على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والمناعي للإنسان، وعلى الرئتين والكلى والجلد والعينين كذلك.
نقلا من التحرير الاخباري