القائمة الرئيسية

الصفحات

ما سبب كثرة موت الفجأة في فصل الشتاء


كثيراً ما نسمع عن شخص شاب في كامل قوته وصحته يموت فجأة، لكن طبياً، كيف ولماذا يحدث موت “الفجأة”؟

يقول أطباء أنه لا يوجد تعريف محدد للموت الفجأة،وتقول منظمة الصحة العالمية أنه الوفاة التي تنتج عن حالة تلقائية، ويفقد المريض وعيه بسببها، وتتم الوفاة خلال أربع وعشرين ساعة من بدء الأعراض.

على الرغم من التقدم الطبي في التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض، فلايزال موت الفجأة يخطف العديد من الأرواح سنويا. ولا توجد أرقام وإحصائيات واضحة عن هذه الحالة، لكن تقدر نسبتها بنحو 13 %من نسبة الوفيات، وتتركز في الفئة العمرية من 30-40 سنة، وتزيد على المدخنين.

وأسباب موت الفجأة الرئيسية هي أمراض القلب، وبالذات اضطرابات في الشريان التاجي للقلب (الذبحة القلبية)، وهي تمثل نحو 70- 80 بالمئة من حالات الموت الفجائي. ثم تأتي بعدها أسباب كـ”تضخم القلب- عيوب القلب الخلقية- جلطة القلب الحادة- اضطراب كهربية القلب المفاجأة، كالرجفان البطيني”.

هل هناك شيء من الممكن فعله لتجنب “موت الفجأة”؟

نعم هناك، ابتعد عن مسببات الأمراض القلبية كـ”التدخين والسمنة”، وتناول الطعام الصحي- والتزم بعمل الرياضة المنتظمة- وزيارة الطبيب بشكل دوري، لأخذ قراءات ضغط الدم، وعمل التحاليل اللازمة.

ويقول أطباء أنه عندما يحل الشتاء من كل عام، يلاحظ كثرة موت الفجأة، ومن أسباب ذلك قلة شرب الماء، بل يكاد ينعدم عند البعض، مما يضعف الدورة الدموية في الجسم، ويكثر الأكل مع قلة شرب الماء فتتكدس الدهون في الشرايين.

وهنا ينصح الأطباء، بضرورة شرب لترين ونصف يوميا من الماء، مع التركيز على الشرب في ثلاثة أوقات..كالتالي:

– قبل النوم مما يساعد على الوقاية من السكتات القلبية.

– بعد النوم على الريق مما يساعد على طرد كميات هائلة من السموم وطرد الأملاح الزائدة والبروتينات والدهون الزائدة.

– قبل الأكل مما يساعد على تقليل الأكل مما ينعكس إيجابا على صحتك.

ويقول أطباء أن هذا المرض وراثي ويصيب عادة أكثر من شخص في الأسرة الواحدة بسبب الجين الوراثي السائد وخطورة المرض تكمن في أن معظم المصابين قد لا يعانون من أي أعراض واضحة ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي وربما يكونوا رياضيين مميزين لكن القلة منهم معرضون لموت الفجأة.

وزاد: «قد تظهر أعراض المرض في أي مرحلة عمرية لكن الغالب أنها تظهر في متوسط العمر، ويشعر المريض بواحدة من هذه الأعراض أو أكثر كالخمول العام وصعوبة التنفس وآلام الصدر وإغماءات وخفقان أو موت مفاجئ خصوصا مع المجهود».

ويقول الدكتور عادل عارف طبيب القلب والأمراض الصدرية : موت الفجأة يعرف بأنه حدوث وفاة للإنسان خلال أقل من ساعة زمنية منذ بداية شكايته، مشيرًا إلى أن من أهم الأسباب لموت الفجأة إن لم يكن غالبها هي أمراض القلب خصوصًا أمراض الشريان التاجي والتي تبلغ نسبته [80%] من الحالات؛ وأما بالنسبة لأمراض ضعف عضلة القلب وحدوث هبوط للقلب فتبلغ نسبتها [15%] من الحالات؛ أما حالات الوفاة التي لا يعاني منها المريض أو يكتشف سبب مباشر لحالة الوفاة فهي تبلغ نسبة [1%].

وأوضح قائلاً : أنصح أي إنسان يشكو من آلام في الصدر أو عدم انتظام دقات القلب أو نهجان لأقل مجهود، بأن يتجه إلى الطبيب ومتابعة حالته المرضية عنده، مبينًا بأنه لا يشترط بأن يكون ممن يعاني من أي مرض أنه مريض مرضًا فعليًا بل عليه أن يطمئن ذلك الشاكي فالشكوى لا تعني وجود مرض فعلي إلا في حدود فقط، ولكن سرعة اكتشاف الأمراض في هذه النسبة وإن بدت قليلة فهو هام للمساعدة على الوقاية بعد ذلك.

وعما يتطلبه الجسم من فحوصات طبية لوقايته من الأمراض التي تؤدي إلى موت الفجأة يقول الدكتور عارف: فإن الفحوصات الدورية العادية من تحليل الدم الشامل ‘خاصة الدهنيات’ ورسم القلب وأشعة الصدر كلها مؤشرات لوجود أمراض خاصة أمراض القلب، وفي حالة الاشتباه في وجود أمراض للقلب ينصح باستكمال الفحوصات خاصة الموجات الصوتية على القلب ورسم القلب بالمجهود, ورسم القلب لـ 24 ساعة وإذا زاد الاشتباه فتجرى لعدد من الحالات القسطرة القلبية التشخيصية ثم العلاجية.

وأضاف د. عارف في حديثه قائلاً: بأنه لا توجد مدة محددة متفق عليها للفحص الدوري، ولكن في حالة وجود عوامل الخطر لأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وارتفاع الكوليسترول والدهنيات بالدم، وكذلك الابتلاء بداء التدخين المحرم، بالإضافة إلى السمنة وقلة الحركة ووجود مرضى القلب في الأسرة من الوالدين أو الإخوة أو الأقارب ووجود عاملين من هذه العوامل ينصح بالفحص سنويًا للقلب والكولسيترول والسكر لسرعة تنظيمهما في حالة ارتفاعهما, كذلك إن وجدت شكوى بالقلب سواء من آلام أو نهجان فيفضل التوثق من أسبابه.

مبينًا بأن السمنة بحد ذاتها هي عامل من عومل الخطر ولكنها ليست الخطر الأوحد ولكن في الغالب السمنة المفرطة أي السمنة العالية تكون مصاحبة لارتفاع ضغط الدم ووجود مرض السكري وارتفاع الكوليسترول بالدم مع قلة الحركة وكل هذه العوامل مجتمعة أو بعضها أسباب لأمراض القلب خاصة الشريان التاجي.

وكالات

تعليقات