على عكس ما هو شائع، يبدو أن تناول عدة أكواب من القهوة يوميا له فوائد قد تطيل بعمرك ..
فبحسب دراسة جديدة أفادت بأن تناول ستة أكواب من القهوة في اليوم قد يساعد الناس على البقاء على قيد الحياة فترة أطول.
حيث أفاد تقرير الدراسة إلى أنه تمت دراسة معدلات الوفاة لحوالي نصف مليون شخص فوق 38 سنة من العمر، مع استهلاكهم للقهوة، وتبين أن من يتناولون ستة أو سبعة أكواب في اليوم زادت فرصهم في البقاء على قيد الحياة.
ونوهت الدراسة، إلى أنه تم ربط القهوة لمدة طويلة بمقاومة أمراض القلب والسرطان وفقدان الذاكرة والسكر والاكتئاب، كما لفتت إلى أن القهوة غنية بمضادات الأكسدة، التي تقلل من الالتهابات، وتعزز وظيفة الرئتين والحساسية لهرمون ضبط سكر الجلوكوز في الدم، الأنسولين.
وتلفت لورا دونللي، محررة الشؤون الصحية في صحيفة "ديلي تلغراف"، إلى أن الدراسة كشفت عن أن احتمال وفاة من يتناولون ستة أو سبعة أكواب في اليوم، من مرض خلال عشر سنوات، أقل من الذين لا يتناولون القهوة تماما بحوالي 16%، أما الذين تناولوا ثمانية أكواب من القهوة في اليوم فتراجع احتمال وفاتهم بمرض بنسبة 14%.
وتقول الصحيفة إن هذا المقدار هو ضعف مقدار الكافيين الذي تنصح به وكالة المقاييس الغذائية في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن آثار الحماية التي توفرها القهوة لوحظت بين من يتناولون كميات أقل من القهوة، لكن بنسبة أقل.
ويفيد التقرير بأن تناول كوبين إلى خمسة أكواب، أو كوب واحد أو أقل من كوب، قلل نسبة احتمال الوفاة بـ12% أو 8% أو 6% بالترتيب، خلال الدراسة والتحليل، التي استمرت على مدى عشر سنوات.
وتنقل الكاتبة عن المتخصصة في علم الأوبئة والسرطان الدكتورة أريكا لوفتفيلد، التي قادت البحث، قولها إن النتائج تشمل أنواع القهوة كلها، بما في ذلك القهوة المطحونة، أو القهوة الفورية، والخالية من الكافيين، مشيرة إلى أن الدراسة المنشورة في الدورية الطبية "جاما إنتيرنال مديسين"، تضيف إلى الأدلة المتراكمة بأن القهوة يجب أن "تشكل جزءا من حمية صحية".
وتذكر الصحيفة أنه لم يتم التعرف على أي علاقة تربط كمية القهوة المستهلكة مع المخاطر الصحية على المدى البعيد، مثل أمراض القلب والدورة الدموية، أو أمراض التنفس، أو السرطان.
ويورد التقرير نقلا عن الدكتورة لوفتفيلد، قولها إن النتائج تشير إلى أهمية محتويات القهوة غير مادة الكافيين، وأضافت: "من خلال دراسة حالة أكثر من 500 ألف شخص في المملكة المتحدة، تم ربط شرب القهوة عكسيا بالوفاة بأسبابها كلها، وأظهرت الإحضائيات علاقة عكسية لدى الأشخاص الذين يتناولون من 1 إلى 8 أكواب في اليوم".
وتنوه دونللي إلى أنه تم ربط القهوة لمدة طويلة بمقاومة أمراض القلب والسرطان وفقدان الذاكرة والسكر والاكتئاب، لافتة إلى أن القهوة غنية بمضادات الأكسدة، التي تقلل من الالتهابات، وتعزز وظيفة الرئتين والحساسية لهرمون ضبط سكر الجلوكوز في الدم، الأنسولين.
وتستدرك الصحيفة بأن الناس عادة ما ينصحون بعدم تناول أكثر من أربعة أكواب من القهوة في اليوم، حوالي 400 ملغم، فالكثير من الكافيين قد يتسبب بالأرق، وسرعة دقات القلب، وحتى ارتجاف العضلات.
وبحسب التقرير، فإن الدراسة اعتمدت على بيانات من "البنك البيولوجي في المملكة المتحدة"، الذي يتابع صحة وأسلوب حياة مئات الآلاف من المتطوعين.
وتذكر الكاتبة أن دراسات سابقة في أمريكا وأوروبا وآسيا وجدت رابطا ثابتا بين شرب القهوة وتراجع فرص الوفاة من السكر أو أمراض القلب والدورة الدموية، أو مرض باركينسون، أو سرطانات الكبد والأمعاء والرحم.
وتنقل الصحيفة عن الدكتورة لوفتفيلد، قولها: "تلك الأدلة أدت دورا مهما في تقرير لجنة الاستشارات لإرشادات التغذية عام 2015، حيث قالت إن تناول القهوة لحد خمسة أكواب (8 أونصة) في اليوم يمكن أن يكون جزءا من حمية صحية".
وأضافت لوفتفيلد من معهد الصحة الوطني في ماريلاند: "شرب القهوة ارتبط بشكل عكسي مع الوفاة، بما في ذلك بين من يشربون 8 أكواب أو أكثر في اليوم، وأولئك الذين لديهم طفرات جينية تشير إلى استقبال الكافيين بشكل أبطأ أو أسرع".
وتابعت لوفتفيلد قائلة: "إن هذه الاستنتاجات تشير إلى أهمية مكونات القهوة غير الكافيين، في ربط القهوة بفرص الوفاة، وتعطي طمأنة إضافية بأنه يمكن استخدام القهوة كجزء من حمية صحية".
ويشير التقرير إلى أن فريق البحث تابع 498134 مشاركا، أعمارهم ما بين 38 إلى 73 عاما، في الفترة ما بين عامي 2006 إلى 2016، مات خلالها 14225 منهم، وتم سؤالهم عن عدد أكواب القهوة التي يتناولونها كل يوم، بما في ذلك القهوة منزوعة الكافيين، والقهوة المطحونة أو القهوة الفورية.
وتورد دونللي نقلا عن الدكتورة لوفتفيلد، قولها: "وفر البنك البيولوجي في المملكة المتحدة فرصة لتقدير الفروق المحتملة بين تناول القهوة الفورية والقهوة المطحونة؛ لأن 55% من المشاركين قالوا إنهم في العادة يشربون القهوة الفورية".
وتبين الصحيفة أن الدكتورة لوفتفيلد نبهت إلى أن النتائج قامت على المراقبة، وقالت إنه لا يمكن إثبات الأسباب، ولذلك يجب التعامل مع النتائج بحذر، وإن كانت ترى أن في الدراسة دليلا على أنه يمكن أن تكون القهوة جزءا من نظام غذاء صحي.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن نتائج دراسة مشابهة على 90 ألف شخص في أمريكا، نشرت عام 2015، حيث استمرت الدراسة لعشر سنوات وتوصلت إلى نتائج مشابهة، فكان من شربوا قهوة أكثر أقل عرضة للوفاة بـ 18% من الآخرين.
نقلا من اخبار الان