والمقتدر لاهٍ بما هو فيه من اللعب واللهو والسرف وبمرور الوقت لم يعد بيده شيء، تولى الوزارة في عهده اثنا عشر وزيرًا، منهم من تقلد الوزارة مرتين وثلاثًا وكانت تُنَال بالرشوة، وتدخل في أمر تعيين الوزراء النساء والحاشية، ولم يكن الصالح منهم يبقى في العمل كثيرًا لأن بقاءه يتبع رضا أم المقتدر وقهرمانته وخدم الدار، وهؤلاء لا يرضون إلا إذا حوبوا بالأموال الكثيرة التي بها تفسد المالية، وتختل موازنتها فمتى حصل التقصير عن دفع الأموال جيء بآخر يستطيع أن يدفع، وسرعان ما يقبض على الأول ويعين الثاني.
وقد كانت نهاية المقتدر بائسة؛ فقد حدث شغب في الجند واستاء منه القادة وحصل مواجهة بين المقتدر وبين أحد أكبر القادة في عصره وأعظمهم نفوذًا وهو مؤنس الخادم الملقب بالمظفر قائد عام الجيوش، وقد هُزِم المقتدر بالله وقُتِل على يد بعض الجند وذبح، ثم رفعوا رأسه على خشبة وهم يكبرون ويلعنونه، وأخذوا جميع ما عليه، حتى سراويله، وتركوه مكشوفًا إلى أن مر به رجل فستره بحشيش ثم حُفِر له موضعه ودفن وكان عمره حين قتل 38 عامًا.
قصة الإسلام